شمس الزيديه إشراف عام
عدد الرسائل : 101 العمر : 45 الهواية : } قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة { تاريخ التسجيل : 17/03/2009
| | (عذرًا ياصعده ... قصة أم ثكلى ) | |
( عذرآ ياصعدة...قصة أم ثكلى ) ذات يوم وأنا أتنقل بين مدن اليمن وفي جو عاصف ملبد بالغيوم وإذا بعجوز يكسو وجهها نور الإيمان متحشمة بحشمة التقوى وقد أعياها التعب ومن ملامحها كأنها أم ثكلى تبحث عن أبنائها في كل مكان.. إقتربت منها بحياء وقلت لها بماذا أساعدك يا أماه فصرخت في وجهي بصوت أرعبني ويحك هل تراني ثكلى لا أجد من أبنائي من يواسيني ، ألست أمآ لبني عدنان وبني قحطان، فأدرت لها ظهري وألقيت تحية الوداع ، فإذا بها تأن وتبكي بدون دموع.. فقلت لها أستحلفك بالله يا أم من أنتي وما حكايتك.. فقالت بصوت حزين أنا صعدة ، أنا صعدة ، أنا صعدة ، ووقتك لا يتسع إلا للقليل من أخباري.. أنا كنت أنافس مدن العالم في فضلي، أنا من دخل الإسلام فيها قبل غيري، أنا من إحتضن نجل رسول الله الهادي، وأنجبت له خيرة أبنائي، وآخيت له بين أبنائه وأبنائي، وتعاونت معهم في نشر دين الله بالقرآن وبالسيف وأهل البيت، فرفضنا كل جبار وباغي، هم بالقرآن وبالسيف وأنا أحميهم وأذود عنهم وأرفرف عليهم بجنحاني.. وبفضل الله علينا أصبحت مهوى أفئدة المؤمنين، وبذلت قصار جهدي في إكرام ضيفي من أرضي وسمائي، وأصبح أبنائي منارات يعلمون دين الله و ينشرون دروسآ في الشجاعة والبطولات.. وكانوا أبناءآ بررة بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل أن أبقى عزيزة مكرمة محتشمة بحشمة مذهب أهل البيت، فاستقر الوضع لنا زمنآ طويلآ، وقسوت على قلبي وأخفيت آلامي وأنا أرى أبنائي يتخلون عني ويهاجرون ،ولكني رضيت بذلك لأني أعلم أنهم لن يتخلوا عني ولن ينسوني، وإنما هاجروا في سبيل الله يتعلمون ويعلمون ويجاهدون.. فتصبرت على ألم الفراق، بل وطالما تفاخرت على باقي المناطق والمدن بأني أدبت أبنائي و صدرتهم في سبيل الله فلم تكد تخلو مدينة أو قرية إلا وكان لي فيها بصمة، وكان لي فيها بنين وحفدة.. وكان حضني لا يزال مليئآ بالأبناء البررة فلم أكن أبالي بمن غادرني منهم.. وأول ضربة قاصمة تلقيتها عندما غزاني الأنجاس أحفاد بني إسرائيل والأقباط، فلم يرحموني ولم يرحموا أبنائي، ضربوني بالطائرات والمحرمات، أهلكوا حرثي ونسلي، ومزقوا حشمتي، وعروني.. قتلوا أبنائي أمام عيوني، فطالما لملمت أعضاءهم المتناثرة وأخفيتها داخل أحشائي، ضربوا البيوت فوق ظهري، ودمروا بساتيني التي طالما أغنيت بها أبنائي وأكرمت بها ضيوفي.. فتصبرت وحملت على جراحي وأخذت سيفي لأدافع به عن أبنائي وأحمي من إستطعت منهم ، فجمعنا صفوفنا وقاومنا حتى دب الوهن بيننا ، فتمكنوا منا.. وآه مما فعلوه فينا فلم أجد بدآ إلا أن أرسل من بقي من أبنائي خارج أحضاني أملآ في أن يعودوا يومآ يحملون العباءة في أيديهم فيغطونني ويستروا ما قد بدا من جسدي، ولكن هيهات يا أبنائي لماذا تجافونني ، لماذا تركتموني لإواجه مصيري.. لقد جاءوا لي بأقوام لا أعرفهم ليبنوا خيامهم فوق صدري بنيات خبيثة، سعوا فوق ظهري بالفساد ، ونجسوا جسمي بالمحرمات وجاءوا بأفكار الضلالات، ونشروها بين أبنائي فغسلوا أدمغة الكثيرين منهم، واستعانوا بهم على هدم أفكار أهل البيت التي طالما تلقيت الضربات القاتلة من أجلها، وطالما سكبت الدماء في سبيلها، حتى مساجدي أخرجوا أبنائي منها ، ووضعوا مكانهم أناس غرباء قد ظهر المنكر في وجوهم ، جاءوا معهم بالمعازف وأحلوها مكان مآذن القرآن.. فأجهشت بالبكاء وأنا أراقب دموعها تسقط على الأرض كقطرات المطر.. حتى بناتي جاءوا لهن بالشواذ ليدخلو في أوساطهن ويخرجوهن من جلابيبهن ،فلم يستطيعوا أن ينالوا من شرفي وشرف بناتي فأوفدوا لهم من يقوم بتلك المهمة من غير بناتي ، فنشروا الفواحش، وأصبح الله يعصى فوق أرضي الطاهرة، فتقاسموا أرضي وهتكوا عرضي وأساءوا إلى سمعتي.. وفي هذااا الزمن ولأن واحدآ من أبنائي أراد هو وإخوته ومن على قمم الجبال أرادوا أن يكسوني بدل العباءة بالدروع ،وأراد أن يستنهض همم إخوته في إستعادة نور الإيمان الذي غطا وجهي، وأراد أن يواجه أعداء الله وأعدائي بالقرآن وبالسيف، ويطرد كل من أساء إلي ، ونشر الإنحلال بين أبنائي.. آه ، آه ، آه ياولدي.. ومن أجل ذلك جمع العملاء وعباد الدولار طائراتهم ودباباتهم وجيوشهم وحشدوا علينا الحشود، واستعانوا علينا باليهود.. فضربوني بالطائرات والدبابات، فلم يدعوا بيتآ إلا وضربوه، ولا مسجدآ إلا هدموه، ولا بستانآ إلا أحرقوه، ولا مشروعآ يأكل منه أبنائي حلالآ طيبآ إلا سمموه.. قصموا ظهري، ومزقوا ستري، حتى جبالي فجروها، والوديان لغموها، أحرقوا كل شيئ، إستبدلوا حلتي الخضراء وألبسوني ثياب الحزن السوداء.. أما أبنائي ) وهي تبكي ( فماذا أقول لك وأنا ألملم أشلاء خيرة أبنائي من كل مكان ، قتلوا الرجال والشباب حتى النساء والأطفال ، إستخدموا كل أنواع الدمار والقتل.. يقتلون هذا ويذبحون هذا ويحرقون هذا ويهدمون البيوت فوق رؤوس أبنائي وبناتي ،ويمثلون بالشباب والأطفال، كلما وطئوا موطئآ حاصروهم فيه، كانوا يتعمدون أن يسقوني من دماء أبنائي وأنا لا أملك حيلة فقد تكالبوا علي وقيدوني، بل والأشد من ذلك أنهم تعمدوا أن أرى بعض أبنائي وهم يتعاونون معهم ويقتلون بعضهم بعضآ زيادة منهم في التنكيل بي.. فقلت لها في خجل وأنا لا أكاد أقوى على وضع الكلمة فوق الكلمة ، وأين كان أبناؤك من ذلك كله؟ فسكتت طويلآ وهي تخرج من صدرها هواءآ ساخنآ يدل على حجم النار المشتعلة داخلها.. وقالت أبنائي ثلاثة: من هاجر منهم وغادرني: تنكر لي ولإخوانه وأرتضى له أمآ غيري وإخوة غير أبنائي،ونسي حناني، وجلس يراقبني من بعيد، وأنا أتدمر وأحترق.. ومنهم من عايش فترة تدميري وأحترق صدره لهول ما رأى ، ولكنه أدار ظهره عني ولم ينصرني ولو بكلمة، وتأول التأويلات، والتمس الأعذار ودخل في صمت عميق.. ومنهم من صمد وسل سيفه دفاعآ عني فأمتلأت الأرض بدمه ودم إخوانه .. ولكن لا،وألف لا ، فليعلم الجميع أن صعدة خلقت للصعود لا للركوع، فلن أنحني ولن أستكين.. وسأكتسي بحلة الإيمان من جديد ، وسأحمل جلباب العزة والكرامة فوق رأسي بإقتدار.. وسأرضع أبنائي القيم والإيمان والعدل والتوحيد والشجاعة والعزة والكرامة، وسأصنع لهم سيوفآ من حديد وأنشرهم فوق جبالي بعيون يقضة وقلوب قوية وسواعد شجاعة ليعيدوا العزة لدين الله من جديد.. أفلا يحق لي أن أبحث عن أبنائي . وأشرح لهم مأساتي. ليضمدوا ما بقي من جراحاتي.. فرفعت رأسي وإذا بها قد أصبحت كالسراب أمام عيني.. وإذا بورقة صغيرة سقطت منها سهوآ مكتوب عليها يا أماه نحن أبناؤك قد جمعنا صفوفنا وهانحن نسير على طريق العزة من جديد وقد جمعنا الدماء الزكية التي سقطت في مران وفي كل مكان من جسمك ونسجنا منها رايات ترفرف في كل مكان في العالم.. فابتهجي بنا وأفخري.
عذرآ يا صعدة ... عذرآ يا صعدة والسلام عليكم ورحمة الله
| |
|
الأحد 19 أبريل 2009, 3:25 am من طرف ابوهاشم اليماني